خالد نبهان… صاحب عبارة “روح الروح” يلتحق بالحفيدة شهيداً

الصافي  – رصد 

أعلنت وسائل إعلام فلسطينية، الاثنين، استشهاد الجد الفلسطيني خالد نبهان، الذي اشتهر بعبارة “روح الروح” خلال وداعه المؤثر لحفيدته العام الماضي، إثر قصف إسرائيلي استهدف محيط مقبرة القسام في مخيم النصيرات جنوب مدينة غزة.

وبحسب وكالة “شهاب” للأنباء، استشهد نبهان خلال قصف مدفعي إسرائيلي استهدف المنطقة، فيما وثّقت مقاطع فيديو، نُشرت على موقع “إكس” (تويتر سابقًا)، مشاهد لجثمانه بعد مقتله.

خالد نبهان وقصة “روح الروح”
نال نبهان شهرة واسعة وتعاطفًا عالميًا بعد انتشار فيديو مؤلم له في تشرين الثاني 2023، وهو يودّع حفيدته الصغيرة ريم، البالغة من العمر ثلاث سنوات، التي قضت في قصف إسرائيلي خلال الحرب على غزة. ظهر نبهان في الفيديو وهو يحمل جثمان حفيدته بحنان أبوي ويحدثها كأنها ما زالت على قيد الحياة، واصفًا إياها بعبارة “روح الروح”، التي أصبحت لاحقًا اسمًا ملاصقًا له في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي.

لم تكن ريم الضحية الوحيدة في حياة نبهان؛ إذ فقد أيضًا حفيده طارق، شقيق ريم، في ذات العام، وهما ابنا ابنته. في حديث لاحق، قال نبهان إن ريم كانت الأقرب إلى قلبه، إذ كانت تعيش معه في نفس المنزل وولدت في نفس يوم ميلاده، 23 كانون الأول، مما زاد من ارتباطه العاطفي بها.

ورغم المآسي التي عاشها، حاول نبهان التمسك بالأمل. في الأشهر التي تلت فقدانه حفيديه، أعلن عبر مقطع فيديو عن قدوم حفيدة جديدة لابنه ضياء، سماها “روجاد”، وهو اسم يعني “وقت صلاة الفجر”. حمل هذا الإعلان دلالة رمزية على تمسكه بالأمل في ظل الحرب، معربًا عن أمنيته في أن تكون روجاد بداية جديدة وسط الألم.

ويتزامن استشهاد خالد نبهان مع استمرار التصعيد الإسرائيلي في قطاع غزة، حيث تشهد المنطقة استهدافًا مكثفًا للبنية التحتية والمناطق السكنية. ورغم النداءات الدولية لوقف إطلاق النار، فإن دائرة العنف تستمر في حصد أرواح الأبرياء، ومن بينهم أطفال وكبار السن.

ويجسد خالد نبهان، في حياته ومماته، معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي. قصته ليست استثناءً، بل هي صورة من صور الألم اليومي الذي يعيشه سكان غزة، الذين يدفعون ثمن الحروب المتكررة على القطاع.

رحيل نبهان، الذي حمل صوته رسالة إنسانية للعالم، يذكّرنا بأن وراء أرقام الضحايا أرواحًا وقصصًا إنسانية تُمحى بصمت وسط الدمار.