وادي الأردن.. توقعات بارتفاع أسعار الخضار تزامناُ مع رمضان والظروف الجوية

40

 

الصافي الاخباري – عمان

فيما تشهد أسعار بيع المنتوجات الزراعية في سوق العارضة المركزي، استقرارا على مستويات جيدة بالنسبة للمزارعين، يرجح معنيون أن تشهد الأسابيع المقبلة ارتفاعا بأسعار البيع مع انخفاض الإنتاج، نتيجة انخفاض درجات الحرارة وحلول شهر رمضان.

ويشير مزارعون، إلى أن دخول المنخفض الجوي القطبي يرافقه انخفاض كبير في درجات الحرارة، سينعكس على حجم الإنتاج الخضري بشكل كبير، متوقعين أن يتراجع الإنتاج خلال الأيام المقبلة بنسب قد تصل إلى 40 % مقارنة بالفترة الماضية.

ويؤكد المزارع محمد البلاونة، أن أسعار بيع الخضراوات تحسنت كثيرا مقارنة بالأسابيع الماضية، باستثناء محصول البندورة الذي ما يزال يباع بأقل من الكلفة، موضحا أن دخول المنخفض الجوي القطبي وما يرافقه من انخفاض كبير على درجات الحرارة سيؤدي إلى تراجع الإنتاج، وبالتالي فإن الأسعار مرشحة للارتفاع.
ويضيف البلاونة، أن تزامن المنخفض مع اقتراب دخول الشهر الفضيل سيعزز من استقرار أسعار البيع على مستويات جيدة بالنسبة للمزارعين الذين عانوا كثيرا من انخفاضها منذ بداية الموسم، لافتا إلى أن ارتفاع الطلب على الخضراوات خلال الشهر الفضيل مع تراجع الإنتاج واستمرار حركة التصدير للأسواق الخارجية يزيد من فرص حصول المزارع على هامش ربح أفضل يمكنه من تعويض خسائر الموسم.
تراجع الإنتاج الخضري في وادي الأردن
ويشاركه الرأي المزارع وليد الفقير، الذي بين من جهته، أن انخفاض درجات الحرارة خلال الأيام المقبلة سيرجح كفة ميزان العرض والطلب لصالح المزارع لأن تراجع الإنتاج الخضري في وادي الأردن، خصوصا في محاصيل الخيار والفلفل بأنواعه والباذنجان والكوسا والبطاطا وهي المحاصيل المطلوبة في الأسواق الخارجية يدفع بأسعار بيعها للارتفاع، مشيرا إلى أن موجة البرد ستؤثر بشكل أكبر على المحاصيل غير المحمية الأكثر عرضة للتأثر بالعوامل الجوية الأمر الذي سيقلل من إنتاجها بشكل أكبر.
وبحسب الفقير، فإن استقرار الأجواء الدافئة خلال أربعينية الشتاء أسهم في ارتفاع الإنتاج بشكل كبير، في وقت غابت فيه حركة التصدير للأسواق الخارجية ما تسبب بخسائر فادحة للمزارعين نتيجة انخفاض أسعار البيع لما دون الكلفة، منوها في الوقت ذاته، إلى أن الأجواء الحالية والتي تتزامن مع دخول شهر رمضان المبارك تعد فرصة ذهبية للمزارعين لتعويض ما فاتهم منذ بداية الموسم.

بدوره، يؤكد رئيس اتحاد مزارعي وادي الأردن عدنان الخدام، أن أسعار بيع المنتوجات الزراعية جيدة لمعظم الأصناف ومرضية للمزارعين الذين عانوا كثيرا منذ بداية الموسم وحتى ما بعد أربعينية الشتاء، موضحا أن الأسعار الحالية أنعشت القطاع الزراعي وستدفع باتجاه ديمومة الإنتاج، إذ إنها ستشجع المزارعين على الاستمرار في العمل.
ويلفت الخدام، إلى أن المزارع حريص على الاستمرار في الإنتاج وتقديم الرعاية اللازمة للمحصول للحصول على أفضل إنتاج ما دام العائد جيدا، لافتا إلى أن استقرار الأسعار على ارتفاع خلال الفترة الحالية سيتيح للمزارعين التقاط أنفاسهم على أمل أن يتمكنوا من تعويض الخسائر التي حلت بهم بداية الموسم، ومتوقعا كذلك، أن تستمر أسعار البيع على هذا المستوى خلال الفترة المقبلة مع انخفاض درجات الحرارة ودخول شهر رمضان المبارك.
ويؤكد الخدام، أن القطاع الزراعي يعد ركيزة للأمن الاقتصادي والاجتماعي والغذائي للمواطن الأردني، ما يستدعي تضافر الجهود من أجل النهوض به كأولوية وطنية, مشددا على ضرورة العمل على دعم المزارع وايجاد السبل الكفيلة لبقائه في أرضه.
ويرى عدد من التجار أن تحسن أسعار بيع الخضار، مرده ازدياد الطلب خاصة على محصول الخيار الأكثر إنتاجا في الأغوار في الأسواق الخارجية، مؤكدين أن استمرار الطلب على الخضار خارجيا ومحليا سيبقي على أسعار الخضار ضمن مستويات مرتفعة خاصة مع تراجع الإنتاج بسبب انخفاض درجات الحرارة في الإقليم.

ويلفت عدد منهم إلى أن الفترة المقبلة قد تحمل أخبارا سارة للمزارعين مع توقعات بتصدير أصناف أخرى غير الخيار كالبندورة والبطاطا وهي الأصناف التي تباع بأسعار متدنية، مضيفين أن تصدير أصناف جديدة للأسواق الخارجية يشكل تحولا كبيرا بأوضاع القطاع الزراعي في الوادي الذي شهد على مدار سنوات تراجعا كبيرا بأسعار البيع.
حركة تصدير نشطة للأسواق الخارجية
ووفق مدير السوق المهندس أحمد الختالين، فإن أسعار بيع الخضار في سوق العارضة المركزي حافظت على مستويات جيدة بالنسبة للمزارع، في ظل حركة التصدير النشطة إلى الأسواق الخارجية، موضحا أن جميع أصناف الخضار تباع بسعر يتراوح ما بين 2 – 3.5 دينار للصندوق باستثناء محصول البندورة الذي ما يزال يباع بأسعار متدنية بسبب الإنتاج المرتفع وقلة الطلب الخارجي عليه مقارنة بالمحاصيل الأخرى.
ويؤكد الختالين، أن الأسعار الحالية أحيت آمال المزارعين بإنقاذ ما يمكن إنقاذه والخروج بأقل الخسائر لكي يتمكنوا من البدء مجددا الموسم المقبل، متوقعا أن تشهد أسعار بيع الخضراوات ارتفاعا مع دخول شهر رمضان والتغيرات بالحالة الجوية والتي قد تستمر حتى أسابيع.
ويبين مختصون زراعيون، أن انخفاض درجات الحرارة خلال الفترة المقبلة، سيؤدي إلى تراجع الإنتاج الخضري في وادي الأردن، إذ إن انخفاض درجات الحرارة سيبطئ نمو النبات والأزهار وإنتاج الثمار، مشيرين إلى أن تزايد الهطل المطري سيكون له انعكاسات إيجابية على القطاع الزراعي، حيث سيقلل من الكلف التي يتحملها المزارع، خاصة كلف مكافحة الآفات الحشرية التي عادة ما تشكل تحديا كبيرا أمامهم.

ويمتد الموسم الزراعي في وادي الأردن من مطلع شهر تشرين الأول(اكتوبر)، وينتهي أواخر أيار(مايو) من كل عام إلا أن دخول شهر رمضان وانخفاض درجات الحرارة وازدياد حركة التصدير إلى الأسواق الخارجية قد تطيل عمره حتى حزيران (يونيو) المقبل.
يذكر أن الأوضاع الأمنية التي عاشها الإقليم منذ عقدين والتي تسببت بإغلاق الأسواق التصديرية الرئيسة (سورية والعراق) وقطعت طرق التصدير إلى معظم الأسواق العالمية، خصوصا تركيا وروسيا، كانت تستوعب الكم الأكبر من الإنتاج الخضري الأردني، حيث أرهق إغلاقها المزارعين وكبدتهم خسائر فادحة دفعت عدداً كبيراً منهم لهجر القطاع دون رجعة، في وقت كان إيجاد الحلول ليس بالأمر السهل مع تراجع الخيارات الممكنة أمام صانعي القرار والمعنيين بالقطاع الزراعي، ما فاقم من أوضاع القطاع عاما بعد عام.

عن “الغد”
قد يعجبك ايضا