صدمة في الأردن بعد حادثة حرق طفل داخل مدرسة في الرصيفة

85

تحقيقات موسعة وردود فعل غاضبة

 

الصافي الاخباري – خاص

أثارت حادثة حرق طفل داخل مدرسة خالد بن الوليد في الرصيفة صدمة واسعة في الشارع الأردني، بعدما قام زميلان له بسكب مادة الكاز عليه وإشعال النار في جسده، مما أدى إلى إصابته بحروق استدعت نقله إلى المستشفى لتلقي العلاج.

وظهر الطفل محمد، البالغ من العمر 11 عامًا، في مقطع فيديو يروي تفاصيل الحادثة، موضحًا كيف قام زميلاه بسكب الكاز عليه وإشعال النار فيه، في واقعة صادمة أثارت تساؤلات حول مستوى العنف داخل المدارس الأردنية.

 

تحركات رسمية وتحقيقات جارية

أعلنت وزارة التربية والتعليم عن تشكيل لجنة تحقيق رسمية لمعرفة ملابسات الحادثة. وأكد مدير تربية لواء الرصيفة، الدكتور أحمد الشديفات، أن العقوبات القانونية ستُطبق بكل حزم في حال ثبتت الوقائع بعد التحقيقات. كما أوضح أن الإجراءات بدأت فور وقوع الحادثة، حيث تم إسعاف الطفل إلى المستشفى ومرافقته هناك، بالإضافة إلى استدعاء الأجهزة الأمنية لأخذ البصمات والإفادات.

من جانبه، أكد مصدر طبي في مستشفى البشير أن حالة الطفل محمد مستقرة حاليًا، وأنه لا حاجة لإجراء عمليات جراحية في الوقت الحالي، لكنه بحاجة إلى رعاية طبية مستمرة.

 

غضب مجتمعي واسع

لقيت الحادثة تفاعلًا واسعًا من قبل المواطنين والمسؤولين، حيث وصفها النائب محمد جميل الظهرواي بأنها “حادثة قاهرة”، مشيرًا إلى أن الطفل محمد يتيم، مما زاد من تعاطف الشارع الأردني معه.

كما دعت الدكتورة أحلام الصبيحات إلى إدخال برامج تربوية جديدة في المدارس، مثل تربية الحيوانات الأليفة، معتبرة أن مثل هذه البرامج تعزز التعاطف والرحمة بين الأطفال، وتكشف عن الميول العدوانية المحتملة لديهم في سن مبكرة.

أما الكاتب الصحفي عبد الله المبيضين، فقد وصف الحادثة بأنها “كارثة تهدد الأمن المجتمعي”، مطالبًا بتحركات سريعة وحازمة على جميع مستويات صنع القرار، بما في ذلك فرض قوانين صارمة، وتدريب المعلمين على اكتشاف السلوك العدواني، وتعزيز ثقافة الإبلاغ عن العنف داخل المدارس.

 

الخبراء يحذرون: أزمة تربوية واجتماعية

اعتبر الخبير التربوي الدكتور ذوقان عبيدات، وأستاذ علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي، أن الحادثة تكشف عن أزمة عميقة في المنظومة التربوية والاجتماعية، مشيرين إلى أن تفشي العنف بين الطلاب هو انعكاس لضعف دور الأسرة، وغياب برامج فعالة لترسيخ ثقافة الحوار والتسامح داخل المدارس.

وأكد عبيدات أن المدرسة يجب أن تكون بيئة آمنة تعزز القيم الإنسانية، وأن الحادثة تسلط الضوء على هشاشة العلاقات الطلابية وغياب آليات رصد النزاعات قبل تفاقمها، مما يستدعي مراجعة جذرية للسياسات التربوية وآليات الضبط السلوكي.

أما الدكتور الخزاعي، فقد حذر من خطورة استخدام مواد مشتعلة في النزاعات بين الأطفال، مشيرًا إلى أن هذا السلوك يعكس تصعيدًا خطيرًا يستوجب مراجعة شاملة لآليات التعامل مع العنف المدرسي.

هل تلعب وسائل التواصل الاجتماعي دورًا في انتشار العنف؟

أثارت الناشطة إخلاص خضر تساؤلات حول تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على سلوكيات الأطفال والمراهقين، مشيرة إلى أن هناك فيديوهات متداولة على منصات مثل إنستغرام تُظهر مشاهد مشابهة للحادثة، حيث يتم سكب مواد قابلة للاشتعال على الأشخاص وإضرام النار فيهم، مما يطرح تساؤلات حول احتمالية تأثر الأطفال بمثل هذه المشاهد وتقليدها.

 

الحلول المطلوبة

يؤكد التربويون والمختصون أن معالجة ظاهرة العنف المدرسي تتطلب استراتيجيات طويلة الأمد، تشمل:

إعادة تأهيل المعلمين: يرى التربوي راشد الريموني أن مسؤولية ضبط السلوك داخل المدارس لا تقع على المعلمين وحدهم، بل تستلزم تأهيلهم بشكل جيد ليتمكنوا من أداء دورهم التربوي والتعليمي بفعالية.

تعزيز ثقافة الإبلاغ: يجب توفير خطوط ساخنة ومنصات إلكترونية آمنة للإبلاغ عن حالات العنف داخل المدارس.

فرض رقابة على المحتوى الإلكتروني: ضرورة مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الأطفال عبر الإنترنت، خاصة المحتويات التي تروج للعنف.

تعزيز دور الأسرة: يجب أن يكون للأهل دور أكثر فاعلية في مراقبة سلوك أبنائهم، وتعليمهم أساليب حل النزاعات بشكل سلمي.

وتبقى حادثة الطفل محمد في الرصيفة جرس إنذار للمجتمع الأردني بأسره حول تصاعد العنف داخل المدارس، مما يستدعي وقفة جادة لمعالجة الأسباب الجذرية لهذه الظاهرة، وضمان أن تكون المدارس بيئة تعليمية آمنة، تعزز القيم الإنسانية والتسامح، بدلاً من أن تتحول إلى ساحة للصراعات والمآسي.

 

قد يعجبك ايضا