تحذير من وباء آخر في حال عدم السيطرة على عدوى فيروسية حيوانية
أفاد تقرير نشره موقع “بي بي سي عربي” أن كثيراً من العلماء يرون أن الظروف الحالية لكوكبنا ترجح بشكل متزايد انتقال عدوى بكتيرية أو فيروسية من الحيوانات إلى البشر والتسبب في وباء آخر.
وأوضح التقرير ان من بين تلك الظروف التغير المناخي والاحتباس الحراري وفقا ل الدكتورة إيلاريا دوريغاتي، المحاضرة بكلية الصحة العامة بجامعة إمبيريال كوليدج لندن التي أكدت في حوار منشور على موقع الجامعة، إن هناك أدلة على أن التغير المناخي يؤدي إلى اتساع الرقعة الجغرافية لانتشار أمراض يحملها البعوض، مثل زيكا وحمى الضنك، بحيث “ستنتقل إلى مناطق معتدلة الطقس، ومن ثم تجعل السيطرة عليها في غاية الصعوبة، وتزيد من احتمال تفشي الأوبئة بشكل كبير”.
وتضيف أنه بسبب قطع الأشجار في الأمازون ومناطق من القارة الإفريقية، يقترب البشر بشكل متزايد من الحيوانات البرية، ما سيعزز فرص انتقال عوامل مُمْرضة من الحيوانات إلى البشر، وهو ما يؤدي في بعض الأحيان إلى أوبئة مميتة. ويقدر عالما الحيوان بجامعة كيمبريدج البروفيسور بِل ساذرلاند والدكتور سيلفيو بتروفان أن 60 من الأمراض الناشئة لدى البشر تتسبب فيها عوامل مُمْرضة “تقفز” من الحيوانات إلى البشر.
و تقول الدكتورة ماريا فان كيرخوف القائمة بأعمال مدير التأهب للأوبئة ومكافحتها بمنظمة الصحة العالمية لـ بي بي سي عربي إن السؤال ليس ما إذا كان العالم سيشهد وباء آخر، بل متى سيشهد ذلك. وتضيف أن “الفيروسات التنفسية هي الأكثر احتمالاً للتسبب في وباء بسبب كفاءة انتقالها، لكن أي عامل مُمْرض جديد يمكن أن يؤدي إلى انتشار الوباء”. وتضيف كيرخوف أن إنفلونزا الطيور تصيب الأبقار في الولايات المتحدة، وتحذيرات من “عواقب وخيمة” إذا انتقلت للبشر .
من جهتها البروفيسورة كارولين بَكي أستاذة علم الأوبئة بجامعة هارفارد قالت ل بي بي سي أن “حدوث وباء آخر أمر حتمي، ولكن من الصعب التنبؤ بموعدها المحدد. وأضافت ان الظروف التي تسهل نشوء عوامل مُمْرضة جديدة لم تتغير، وأنها في الحقيقة ربما نكون نواجه خطراً متزايداً نظراً لأن العديد من أنظمة المراقبة التي أُنشأت لاكتشاف العوامل الممرضة التي يُحتمل أن تؤدي إلى حدوث وباء والتخفيف من حدته يتم تفكيكها في الوقت الحالي”.
الصافي الإخباري