قصف الضاحية الجنوبية لبيروت وحزب الله ينفي ضلوعه باطلاق صواريخ على اسرائيل

33

قالت الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام أن غارة إسرائيلية استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت اليوم الجمعة. وأوردت الوكالة “أغار الطيران الحربي الإسرائيلي على حي الحدت في الضاحية الجنوبية”.
و جاء ذلك عقب إطلاق صاروخين من لبنان نحو إسرائيل، في وقت نفى فيه حزب الله اي علاقه له باطلاقهما.
ونفذت مسيرة إسرائيلية غارات تحذيرية عدة، على منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، بعد سلسلة إنذارات إسرائيلية لسكان المنطقة لإخلائها.

وأفاد مصدر أمني لمراسل وكالة الأنباء الأردنية (بترا) في بيروت، بأن الضاحية الجنوبية شهدت حركة نزوح كثيفة، بعد الإنذار الإسرائيلي، كما تم إقفال المدارس والمؤسسات.

وفي جولة خاصة لمراسل صحيفة “النهار” اللبنانية في الحدث، تبين تضرر مبنى وانهيار آخر إضافة الى أضرار في المدرستين المجاورتين واللتين كانتا مأهولتين وقد أخليتا على وجه السرعة الامر الذي أدى الى زحمة سير وحالة هلع بين الاهالي والطلاب.

وقال شاهد من رويترز إن سلاح الجو الإسرائيلي شن غارة جوية كثيفة على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقالت مصادر أمنية لرويترز إن الغارة سمع دويها في أنحاء العاصمة اللبنانية وأدت إلى تصاعد عمود كثيف من الدخان الأسود.

وسمع مراسلو وكالة أسوشيتد برس (AP) في بيروت، دويا هائلا وشاهدوا دخانا يتصاعد من المنطقة التي تعهد الجيش الإسرائيلي بضربها.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان أن “قذيفتين صاروخيتين” أطلقتا من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيرا إلى اعتراض واحدة وسقوط الثانية داخل لبنان.

وقال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم بنية تحتية لتخزين الطائرات المسيرة التي يستخدمها حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وقال في بيان عقب الغارة “ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية موقعا تستخدمه وحدة حزب الله الجوية (127) لتخزين المسيرات في منطقة الضاحية”.

وقبيل ذلك أصدر الجيش الإسرائيلي “نداء عاجلا” تحذيرا لإجلاء سكان من منطقة الحدث في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال المتحدث باسم الجيش افيخاي أدرعي موجها كلامه للسكان: “أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله، حيث سيعمل ضدها جيش الدفاع بقوة على المدى الزمني القريب”.

وفي وقت سابق اليوم قال الجيش الإسرائيلي إنه قصف أهدافا لحزب الله في جنوب لبنان بعد ساعات من إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية باتجاه إسرائيل. من جهتها، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية عن تعرّض العديد من البلدات في جنوب لبنان للقصف المدفعي.

من جهته أعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية  أن الغارة الإسرائيلية على بلدة كفرتبنيت في جنوب لبنان “أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط قتيل وإصابة ثمانية أشخاص بجروح من بينهم ثلاثة أطفال”

وعلى إثر ذلك حذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه “إذا لم يعم الهدوء في بلدات الجليل، لن يكون هناك هدوء في بيروت”. وأضاف “الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية المباشرة عن أي إطلاق نار باتجاه الجليل. لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 تشرين الأول/أكتوبر. وقال كاتس “سنضمن أمن سكان الجليل، وسنعمل بقوة ضد أي تهديد”.

وفي الجنوب والبقاع الغربي، واصل الجيش الاسرائيلي شن الغارات والاستهدافات.

من جانبه نفى حزب الله اللبناني اليوم الجمعة “أي علاقة” له بإطلاق صاروخين صباحا من جنوب لبنان باتجاه الأراضي الإسرائيلية، مؤكدا “التزام حزب الله باتفاق وقف إطلاق النار”.

 

لبنان يدين الغارات والأمم المتحدة تدعو لـ”ضبط النفس”

ودعت الأمم المتحدة إلى “ضبط النفس”، وقالت ممثلة المنظمة الدولية في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في بيان “العودة إلى صراع أوسع نطاقا في لبنان سيكون مدمّرا للمدنيين على جانبَي” الحدود، “ويجب تجنبه بأي ثمن”. وأضافت “من الضروري أن تتحلى جميع الأطراف بضبط النفس”.

ودان رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام في بيان “الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات”، مشددا على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها” في جنوب لبنان، “بأسرع وقت ممكن”.

ودعا رئيس الحكومة اللبناني إلى إجراء “التحقيقات اللازمة” لكشف “الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة”.
وقال الجيش اللبناني في بيان إنه “تمكن من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها”، في حين قال مصدر أمني لبناني لوكالة فرانس برس شرط عدم كشف اسمه إن الموقع يبعد 15 مترا فقط من نهر الليطاني الذي كان من المقرر أن ينسحب حزب الله إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

من جانبه، دان الرئيس اللبناني جوزيف عون “كل المحاولات البغيضة لإعادة لبنان إلى دوامة العنف”. ونشر مكتب الرئيس عون على منصة إكس أن عون أبلغ نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارة لباريس بأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت هو استمرار للانتهاكات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار مع حزب الله، داعيا “المجتمع الدولي إلى أن يضع حدا لهذه الاعتداءات وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به”.

أما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون فاغتبر أنّ الضربات الإسرائيلية على لبنان “غير مقبولة” وتشكّل “انتهاكا لوقف إطلاق النار”. وقال ماكرون الذي استقبل نظيره اللبناني في باريس، إنّ هذه “الضربات هي إجراءات من جانب واحد، تنتهك تعهّدا معيّنا وتأتي لصالح حزب الله”. وقال لم نحصل على معلومات تشير إلى ضربات نفذها حزب الله ونشاطات عسكرية في الجنوب”.

وأعلن ماكرون أنّه سيتحدث هاتفيا مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب “في الساعات المقبلة” ومع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في غضون يومين، بشأن الضربات الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

الصافي الإخباري – رصد

قد يعجبك ايضا