تعليقات أردنية غاضبة في “السوشيال ميديا” على بيان الاتحاد العراقي لكرة القدم

133

 

الصافي الاخباري – خاص

أثار بيان الاتحاد العراقي لكرة القدم، الذي صدر مساء أمس الجمعة، وتضمّن اتهامات للأردن وجمهوره خلال مباراة العراق وفلسطين التي أُقيمت في عمّان، موجة غضب واستياء واسعَين بين الأردنيين على منصات التواصل الاجتماعي، اعتبر فيها كثيرون أن البيان يحمل “مغالطات مفرطة” و”استفزازًا غير مبرر”، ويتنكر لعقود من الدعم الأردني للعراق وشعبه ومنتخبه الرياضي.

كان الاتحاد العراقي قد أصدر بيانًا رسميًا أعلن فيه تقديم شكوى إلى الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة القدم، على خلفية ما وصفه بـ”الهتافات العدائية والسياسية والعنصرية” التي رافقت مباراة العراق وفلسطين في 25 آذار الجاري على استاد عمان الدولي، مطالبًا بنقل مباراته المقبلة مع المنتخب الأردني في 10 حزيران إلى ملعب محايد أو إقامتها دون جمهور.

وجاء في البيان أن “الهتافات التي صدرت عن الجمهور الفلسطيني والأردني خلقت بيئة عدائية وأثرت سلبًا على روح اللعب النظيف”، متهمًا إدارة الملعب بـ”فتح الأبواب للجماهير بعد انطلاق المباراة”، ومتحدثًا عن “تهديدات” تعرض لها لاعبو المنتخب العراقي.

 

اتصال وزاري للتهدئة

وسبق البيان العراقي مكالمة هاتفية أجراها نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي بنظيره العراقي فؤاد حسين، أكد خلاله أن الفيديو المتداول حول إساءات مزعومة لجمهور المباراة مفبرك، وأن التحقيقات الفنية أثبتت زيفه، مشددًا على أن “العلاقات الأردنية العراقية أقوى من أن تتأثر بفبركات وأكاذيب”، وأن الجهات المختصة تتابع لمعرفة من يقف وراء تلك المواد المفبركة واتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم.

ردود قوية على السوشيال ميديا

وعلى مواقع التواصل، عبّر ناشطون أردنيون عن استغرابهم من الموقف العراقي، متهمين الاتحاد بمحاولة تحويل الأنظار عن الفشل الرياضي والإداري الذي يلاحق المنتخب العراقي.

 

الناشط ضياء العبادي كتب قائلًا: “احنا الشعب الوحيد بالعالم اللي لازم نضل نبرر للناس ونثبت انه احنا كويسين… للمرة الثانية مبروك لفلسطين ولا عزاء للعطواني، واحنا مش اسفين.”

أما رائد الريموني فشنّ هجومًا لاذعًا على رموز الكرة العراقية مثل يونس محمود وأيمن حسين، وكتب:

“منتخب فاشل وشكله الكروي مضحك… الرد بالملعب ومثل ما قالوا: عالميدان يا حميدان، وصحتين عالشاطر.”

 

“نكران للجميل”

الكاتب والصحفي نادر خطاطبة استحضر الدعم الأردني الطويل للرياضة العراقية في أحلك الظروف، قائلاً:

“الأردن لم يكن يومًا إلا السند والعضد للعراق وأهله… المؤسف أن الاتحاد العراقي يتنكر لكل ذلك، في محاولة بائسة لتعليق فشله على شماعة التصعيد.”

وأضاف: “أن تُعامل الجماهير الأردنية وكأنها خطر يجب نقله إلى ملعب محايد، فذلك منتهى الجحود، والرد الحقيقي سيكون من الشعب الأردني الذي لا يُملى عليه كيف يُحب ويُشجّع.”

“لا ترموا فشلكم علينا”

وفي السياق ذاته، كتب الناشط مبارك الخوالدة: “اين أنتم عندما أساء بعض جمهوركم لسلامنا الوطني؟! الأردن معروف بقيمه وأخلاقه، ولا يحتاج لشهادة من أحد.”

وختم قائلًا: “اتحاد يبكي بدل أن يعمل لأجل منتخب العراق لا يمثل الأشقاء العراقيين الحقيقيين… وبيوتنا وقلوبنا ما زالت مفتوحة، لكن على أساس الاحترام المتبادل.”

الكاتب الصحفي باتر ووردم كتب قائلا: “أتمنى ان تلعب فرقنا الرياضية كل مبارياتها ضد اليابان وكوريا واستراليا والصين والدول التي تنتهي ب ستان بدلا من كل وجع الراس الذي نعاني منه في اللعب ضد المنتخبات العربية”.

وتعكس ردة الفعل الأردنية الواسعة تعكس حجم الاستياء من بيان اعتُبر مسيئًا في مضمونه وتوقيته، ويهدد بإقحام الرياضة في زوابع سياسية وإعلامية مفتعلة، لا تخدم أحدًا سوى من يبحث عن “شماعة” يعلّق عليها إخفاقاته. وبينما تستمر الاتصالات الرسمية لنزع فتيل الأزمة، يبدو أن الشارع الأردني قد حسم موقفه: الرد في الملعب، لا في البيانات.

بيان الاتحاد العراقي

 

قد يعجبك ايضا