هتافات مسيئة للجيش تثير غضب الأردنيين

37

 

الصافي الاخباري – عمان

أثارت هتافات مسيئة وُجهت للمؤسسة العسكرية الأردنية خلال إحدى المسيرات الداعمة لغزة، موجة من الغضب والاستنكار الشعبي والسياسي في الأردن، وسط دعوات لتطبيق القانون بحق المتجاوزين ومحاسبة من يقف خلف الشعارات التي وُصفت بـ”المشبوهة والمسيئة”.

 

وقال الدكتور مصطفى العماوي، الأمين العام للحزب الوطني الإسلامي ورئيس اللجنة القانونية النيابية، إن بعض الشعارات التي طُرحت في المسيرات الأخيرة لا تخدم القضية الفلسطينية، بل تنطوي على “تحريض وإساءة للدولة ومؤسساتها”. وأضاف خلال فعالية للحزب بمناسبة عيد الفطر إن هذه الشعارات تمثل “مزاودات على الوطن وقيادته”، مشيرًا إلى إمكانية وجود تمويل خارجي يحرك مثل هذه الفعاليات لاستغلالها سياسيًا.

العماوي شدد على أن الأردنيين جميعًا يعتبرون القضية الفلسطينية قضيتهم الأولى، إلا أن الدفاع عنها لا يكون “بالإساءة أو التشكيك في دور الدولة ومؤسساتها”، مؤكدًا أن الجيش الأردني بقيادة جلالة الملك قدّم لفلسطين ما يتجاوز الشعارات، سواء على المستوى الإغاثي أو الدبلوماسي.

 

وفي ذات السياق، كتب العين السابق الدكتور طلال الشرفات، مقالًا حمل عنوان “الجيش وهتاف البغاث”، قال فيه إن من أساؤوا للمؤسسة العسكرية هم ذاتهم “الذين لم تعتد أياديهم على رفع راية الوطن”، متسائلًا: “من يقف خلف هؤلاء المرتزقة؟ وهل يمكن السكوت على هذه الألسنة الرخيصة التي تنال من هيبة الدولة وتضحيات جيشها؟”.

الشرفات دعا إلى مراجعة أمنية وسياسية عاجلة ورصد الجهات التي تقف خلف هذه التحركات، معتبرًا أن ما حدث يمثل تجاوزًا خطيرًا لكل الخطوط الحمراء، ومحاولة لتقويض السلم الأهلي باسم حرية التعبير.

وفي تغريدة له، أكد الكاتب والوزير الأسبق سميح المعايطة أن “البعض يخرج في مظاهرات بحجة نصرة غزة وغايته تفريغ أحقاده تجاه الأردن وجيشه وقيادته”، مضيفًا: “أصحاب الأحقاد يعلمون أنهم بعد المسيرة لن يذهبوا لغزة بل إلى بيوتهم وتجارتهم… هؤلاء سيحزنهم توقف العدوان، لأنهم سيفقدون الفرصة لتفريغ كتل الحقد الأسود”.

وانتشرت تغريدات لناشطين أردنيين في مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع تُحيّي مؤسستي الجيش والمخابرات العامة، تنتقد بشدّة خروج البعض عن ثوابت أردنية راسخة كاحترام المؤسسات العسكرية والأمنية في الأردن.

 

وتأتي هذه التصريحات الغاضبة في وقت تشهد فيه الساحة الأردنية تفاعلًا واسعًا مع العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث تخرج بشكل مستمر مسيرات تضامنية. غير أن الأصوات التي تتجاوز سقف القانون وتستهدف المؤسسات الوطنية باتت موضع مساءلة وانتقاد حاد من مختلف المستويات السياسية والشعبية، وسط تأكيد على ضرورة صون حرية التعبير ضمن الأطر القانونية وعدم المساس برموز الدولة ومؤسساتها السيادية.

 

قد يعجبك ايضا