شهيدان بغارة إسرائيلية في جنوب لبنان و”قبلان” يحذر الحكومة من خطورة الوضع

27

قُتل شخصان وأُصيب اثنان آخران إثر غارة إسرائيلية في جنوب لبنان، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنهما عنصران في «حزب الله» كانا يقومان بـ«إعادة بناء بنى تحتية للحزب»، في وقت هاجم فيه المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الحكومة، محذراً من أن «ما يجري جنوب نهر الليطاني خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي».

وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن مسيَّرة إسرائيلية استهدفت حفارة لاستصلاح الأراضي بين قريتي زبقين والشعيتية، في قضاء صور؛ ما أدى إلى وقوع إصابات، بينما استهدفت غارة أخرى سيارة «رابيد» على طريق الناقورة ولم توقع إصابات.

وأعلنت لاحقاً وزارة الصحة أن الغارة على زبقين أدت إلى مقتل شخصين، بينما أشارت «الوطنية» إلى مقتل شخصين وإصابة اثنين آخرين من الجنسية السورية.

كذلك سُجِّل قيام جرافة إسرائيلية، بحماية عدد من دبابات «الميركافا»، بعملية تجريف في جبل الباط عند أطراف بلدة عيترون، بحسب «الوطنية».

في المقابل، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر حسابه على منصة «إكس»، إنه تمّ استهداف العنصرين اللذين «عملا في آلية هندسية في منطقة زبقين في جنوب لبنان… في أثناء قيامهما» بإعادة بناء «بنى تحتية إرهابية تابعة لحزب الله».

في غضون ذلك، اعتبر «حزب الله» أن «لا شيء له القدرة على أن ينزع من اللبناني حق الدفاع عن نفسه»، متحدثاً عن ضغوط أميركية وإسرائيلية وتهديد بعودة الحرب.

وجاء هذا الموقف بعد ساعات على لقاءات عقدتها الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس مع رؤساء الجمهورية جوزيف عون والبرلمان نبيه بري والحكومة نواف سلام.

وقال عضو كتلة «حزب الله» النائب علي فياض خلال تشييع «ثلة من الشهداء» في بلدة حولا جنوب لبنان: «الأميركي اليوم جاء متحدثاً بلسان العدو الإسرائيلي، ليخيرنا بين الرضوخ والإستسلام أو الحرب. ونحن نقول بكل صراحة وبكل مسؤولية وبكل إدراك لحجم التحديات، هيهات منا الرضوخ والاستسلام. لا شيء له القدرة في أن ينزع من اللبنانيين حق الدفاع عن نفسهم».

وأضاف: «لقد التزم لبنان والتزمنا تطبيق القرار ١٧٠١ متضمناً وقف إطلاق النار. أما أي ملفات أخرى خارج هذا السياق وخارج النطاق الجغرافي للقرار ١٧٠١، فهو شأن سيادي لبناني، يعالجه اللبنانيون في ما بينهم بالطرق والوسائل المناسبة».

وختم فياض بالقول إن «الإمعان ف يالإعتداءات من قبل العدو الإسرائيلي نتيجته تعميق شرعية المقاومة وإرادة المقاومة لدى الشعب اللبناني، وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر».

من جانبه، هاجم المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان الحكومة، محذراً من أن «ما يجري جنوب نهر الليطاني خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي».

وقال في بيان: «ما يجري في الكواليس خطير، ولا يخدم المصلحة الوطنية، وهناك مَن لا يهمه من لبنان إلا مزرعته، ونزعة ميليشياته الغارقة بالدّم والفظاعات»، مضيفاً: «لبنان قيمة تاريخية، وبقاؤه له أثمان باهظة، وهناك مَن دفع وما زال أثمان بقاء هذا البلد العزيز، بينما البعض الآخر يحرِّض عليه ويدفع لاقتلاعه، وهذا يعني اقتلاع سيادته وقدرته على البقاء، والخطير أنّ الأولويات انقلبت بشدة، وتجارة الوطن الزائفة أصبحت رائجة، لدرجة أنّ السيادة عند البعض باتت لا تعني وطناً بل تعني مصدر رزق، وما يلزم من فرص للكيد والابتزاز، والأخطر أنّ البعض يصر على تجذير الانتداب الجديد بطريقة تخدم ذوبان البلد، واقتلاع سيادته، وتفكيك قوته التاريخية».


المفتي الجعفري أحمد قبلان (الوكالة الوطنية)

وتوجه قبلان «لمَن يهمه أمر لبنان» قائلاً: «لبنان بسيادته، فقط بسيادته، والوظيفة الوطنية تبدأ من قمع الانتداب بكل أشكاله، ولعبة الاستجواب العابر للبحار عار وطني، ولا بدّ من تحديث النظام اللبناني بطريقة تخدم نظام الوطن والمواطنة، وتحفظ الشراكة التاريخية للطوائف. ونظام المواطنة بوصفه صيغةً سياسيةً وانتخابيةً ضرورةٌ حقوقيةٌ عليا وواجبٌ وطني كبير، والديكتاتوريات الحقوقية أمر خطير، ومصادرة المواطن مصادرة للوطن، والحكومة لا تعمل، ولبنان عزيز وحراسته أعز».

وقال: «ما يجري جنوب النهر خطير، وأخطر منه الانبطاح الحكومي، ودون سياسات حكومية فلن تقوم إدارة ولا مرفق عام، ويبدو أنّ الحكومة ليست بوارد حمل الأعباء الثقيلة، بمعنى أنها لا تريد. ووظيفتنا العليا حماية القرار الوطني ووضع الحكومة على الأرض، وتذكَّروا يا شركاءنا أنّ لبنان أكبر من أن يبتلعه أحد».

قد يعجبك ايضا