ليلة سقوط الأسد.. ملخص لأحداث الساعات الأخيرة في سوريا

95

الصافي – وكالات – رصد

بعد 12 يوماً من العملية التي أطلقتها الفصائل المسلحة المعارضة من مدينة إدلب السورية باتجاه حلب وحماة وحمص كبرى المدن السورية، استيقظ العالم صباح اليوم الثامن من كانون الثاني 2024، على مشاهد سقوط النظام السوري، إذ دخلت المعارضة دمشق، وذلك بعد ساعات من دخولها مدينة حمص، وقالت إنها سيطرت على مبنى الإذاعة والتلفزيون، وظهرت مشاهد فيديو للمسلحين وهم يدخلون منزل الرئيس السوري السابق بشار الأسد، وكذلك القصر الجمهوري، في وقت أفادت فيه وكالة رويترز، أن الرئيس بشار الأسد غادر العاصمة إلى وجهة غير معلومة.

وكانت المعارضة أعلنت قبل ذلك بساعات قليلة دخول مدينة حمص من جهتي الشمال والشرق، بالتزامن مع مغادرة العشرات من مركبات الجيش السوري للمدينة، كما قالت وكالة رويترز إن قادة في الجيش والأمن غادروا بمروحيات قاعدة الشعيرات العسكرية بريف حمص إلى الساحل.

وكانت تقارير غير مؤكدة تحدثت خلال الأيام الثلاثة الماضية عن غياب الأسد. ويرجح أن الأسد عانى خلال تلك الأيام من صدمة تخلي الجميع عنه، في الداخل والخارج، ففي حين كان الجيش يخلي مواقعه للمعارضة دون مواجهات تذكر، بدا أيضا أن ايران وحزب الله وروسيا غير مستعدة لتقديم الدعم له.

وأظهرت فيديوهات نشرتها المعارضة اقتحام القصر الجمهوري بالعاصمة السورية دمشق. كما تم اقتحام مبنى أمن الدولة في حي كفرسوسة في مدينة دمشق وخروج المساجين.

وقال ضابط سوري لـ”رويترز” إن قيادة الجيش السوري أبلغت الضباط بأن حكم الرئيس بشار الأسد انتهى، فيما قالت الفصائل إن دمشق “أصبحت الآن بدون الأسد”.

ونقلت التقارير عن ما يسمى “القائد العام لإدارة العمليات” أحمد الشرع، طلبه في رسالة لمقاتلي المعارضة بأن يتضرعوا لله شاكرين وأن يدخلوا دمشق متواضعين.

احمد الشرع

كما طالبهم بالمحافظة على مؤسسات الدولة “فهي للشعب السوري العظيم”. مضيفاً: “لنكمل معا رسم صورة النصر لأعظم ثورة بالتاريخ الحديث”.

وقال الشرع الذي يتزعم “هيئة تحرير الشام”، التي تقود هجوم الفصائل الشامل في سوريا صباح اليوم إن الاقتراب من المؤسسات العامة محظور، مضيفا أنها ستظل تحت إشراف “رئيس الوزراء السابق” لحين تسليمها رسميا.

وقال رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي إنه سيظل في منزله، ومستعد لدعم استمرار تصريف شؤون الدولة.

وأطلقت المعارضة سراح جميع المعتقلين، فيما أبقت على الطريق الواصل بين دمشق والساحل السوري مفتوحة، في رسالة طمأنة لمناصري النظام السابق بأن بإمكانهم التحرك كيفما شاؤوا إلى تلك المناطق، وأن المسلحين لا يسعون إلى الانتقام.

وذكر شهود أن الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية، وأظهرت مشاهد فيديو قيام سوريين بإسقاط تمثال للرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد في اللاذقية، وهي المدينة التي تعد إحدى قلاع النظام المخلوع.

كما أعلن زعيم تيار المعارضة السوري الرئيسي في الخارج هادي البحرة، اليوم الأحد، أن دمشق أصبحت الآن “بدون بشار الأسد”.

ومنح سقوط حمص مقاتلي المعارضة السيطرة على قلب سوريا الاستراتيجي ومفترق طرق رئيسي، مما أدى إلى فصل دمشق عن المنطقة الساحلية التي تعد معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حيث يوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وأخرى جوية.

والاستيلاء على حمص هو أيضا رمز قوي لعودة قلبت الموازين لحركة المعارضة المسلحة في الصراع المستمر منذ 13 عاما. وشهدت مساحات شاسعة من حمص دمارا بسبب الحرب والحصار قبل سنوات.

وحرر مقاتلو الفصائل آلاف المعتقلين من سجن المدينة. وغادرت قوات الأمن على عجل بعد حرق وثائق لها.

المعارضة تُسقط الاسد

تصريحات الجلالي

قال رئيس الحكومة السورية، محمد غازي الجلالي، الأحد، إن الحكومة مستعدة للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب، مؤكداً أنه ليس لديه أي معلومات عن مكان بشار الأسد ومتى غادر، وأن “آخر تواصل له مع الأسد كان مساء أمس.. وقد وضعته في صورة ما يجري في اتصالنا الأخير”.

وقال في مداخلة مع قناتي “العربية” و”الحدث”: الأسد قال لي “غدا نرى” في تعليقه على التطورات، مشيراً إلى أنه “لم يكن من الممكن أن نناقش مسألة الحوار مع الأسد”.

وقال في مداخلته: “تواصلنا مع إدارة العمليات العسكرية.. واتفقنا على أهمية الحفاظ على المؤسسات”، مضيفاً أن “معظم الوزراء موجودون في دمشق”.

وأشار إلى أنه “حدث تواصل مع الجولاني بشأن كيفية إدارة الفترة الحالية”، في إشارة إلى قائد “هيئة تحرير الشام”، أبو محمد الجولاني، الذي بدأ يستخدم اسمه الحقيقي، أحمد الشرع.

رئيس الحكومة السورية أضاف بالقول: “قراري بالبقاء في البلاد مبدئي.. وسنحاول إعادة 400 ألف موظف لأعمالهم”. وأعرب عن أمنيته أن تكون هناك “مصالحة بين فئات الشعب السوري”.

وفي وقت سابق من الأحد، قال رئيس الحكومة السورية إنه مستعد “للتعاون” مع أي قيادة يختارها الشعب ولأي إجراءات “تسليم” للسلطة، مع إعلان الفصائل المسلحة البدء بدخول العاصمة.

وأعلن الجلالي في كلمة بثّها عبر حسابه على موقع “فيسبوك”: “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية دولة تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم… ولكن هذا الأمر متروك لأي قيادة يختارها الشعب السوري. ونحن مستعدون للتعاون معها، بحيث نقدم لهم كل التسهيلات الممكنة”.

وأضاف رئيس الحكومة السورية: “يجب الحفاظ على كل مؤسسات الدولة السورية.. لست حريصا على أي منصب أو مزايا”.

وأضاف بالقول: “أي قيادة يختارها السوريون سنتعاون معها.. وسننقل لها جميع الملفات الحكومية”، مشدداً على أنه “يجب الحفاظ على كل مؤسسات الدولة السورية”.

مظاهر فوضى

إلى ذلك أفادت تقارير اعلامية وحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي لناشطين سوريين، أن العناصر الإدارية التابعة للفصائل المسلحة لم تصل حتى الآن إلى دمشق المدينة التي يبلغ عدد سكانها قرابة 7 ملايين نسمة، فيما تغيب مظاهر السيطرة الأمنية في العاصمة، كمما يشي اطلاق الرصاص الكثيف ابتهاجاً بسقوط نظام الأسد ببعض مظاهر الفوضى، خصوصاً أن “القائد العام لإدارة العمليات” أحمد الشرع طالب المسحلين بعدم اطلاق الرصاص.

وبث التلفزيون الرسمي، القناة الأولى ولممرة الأولى صورة كتب عليها :”انتصار الثورة السورية العظيمة وإسقاط نظام الأسد المجرم” ما إعلاناً رسمياً بانتاصر المعارضة وإسقاطها نظام الأسد.

قد يعجبك ايضا