من هي وفاء عبيدات المعتقلة في السجون السورية منذ 35 عاماً

143

الصافي – عمان

أثارت مطالبة النائب صالح العرموطي وزارة الخارجية بالعمل لمعرفة مصير المواطنة الأردنية وفاء عبيدات، اهتمام العديد من المواطنين وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي.
ومن المعلومات المتداولة حول الفتاة الأردنية، فأن وفاء عبيدات معتقلة منذ 35 عاما في سجون النظام السابق بسوريا وباءت محاولات أسرتها في معرفة مصيرها منذ ذلك التاريخ بالفشل.
وقد أدى سقوط نظام بشار الأسد على أيدي المعارضة المسلحة إلى إطلاق سراح آلاف المعتقلين من سجون حلب وحماة وحمص ودمشق، لاسيما سجن صيدانيا الشهير بوجود عدد كبير من متعلقي الرأي والسياسيين في سوريا، والمعروف بتنفيذه أعتى أشكال التعذيب الجسدي والنفسي ضد المعتقلين، وفقاً لتقارير حقوقية دولية. ما أعاد الامل بإطلاق سراح معتقلين أردنيين تترواح التقديرات بشأن عددهم بين العشرات إلى المئات.
وقال العرموطي خلال جلسة لمجلس النواب، اليوم الاثنين، إن حفيدة أول شهيد أردني في فلسطين كايد مفلح العبيدات، المواطنة وفاء عبيدات ذهبت إلى سوريا للبحث عن شقيقها الذي اختفى هناك بيد أنها اختطفت واعتقلت في سجون النظام السوري آنذاك.
ودعا الحكومة إلى العمل على معرفة مصيرها والمساهمة في عودتها إلى المملكة هي وكل المعتقلين والمفقودين الأردنيين في سوريا.
والشيخ مفلح كايد العبيدات كان قائد أول هجوم انطلق من الأردن في منطقة تل الثعالب، وذلك بعد أن بدأت المقاومة العربية بالتصدي للوجود الصهيوني في فلسطين عام 1920، حيث استشهد العبيدات مع عدد من المقاتلين أمام عدم تكافؤ المعركة، بين مهاجمين بالسلاح والبارود وبين عصابات صهيونية مدعومة بالقوات البريطانية واجهتهم بالرشاشات والسلاح المتوسط.
ودعا ناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي الحكومة الأردنية إلى التواصل مع مع المعارضة السورية التي تتولى سوريا حالياً، للبحث في سجون النظام السابق عن أي معتقلين أردنيين ومفقودين منذ سنوات ولم يعرف طريقهم واختفت آثارهم وانقطع الاتصال بهم منذ اعتقالهم، وعلى رأسهم وفاء عبيدات.
وكانت وفاء عبيدات المعتقلة في سوريا منذ عام 1986، تدرس طب الأسنان في جامعة دمشق حين اعتُقلت من قبل الفرع (251) في المخابرات العامة السورية، ثم نُقلت إلى الفرع (285) في كفرسوسة. لم تُعرف أسباب اعتقالها بشكل واضح، ولم تحصل عائلتها على معلومات مؤكدة عن وضعها منذ ذلك الحين. لكن الرواية الأكثر مصداقية هي أنها كانت في زيارة للفرع المشار إليه للمطالبة بمعرفة مصير شقيقها المعتقل “هاني” في سوريا، فاعتقلها عناصر المخابرات السورية.
وأفاد، رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان ومناهضة التعذيب في الأردن، المحامي عبد الكريم الشريدة في تصريحات سابقة أن الجزء الأكبر من المعتقلين الأردنيين، كانوا يقيمون في سورية، وتم اعتقالهم بسبب انتماءاتهم إلى فصائل فلسطينية، أما القسم الثاني فهم من الأردنيين الذين يحملون أفكاراً سياسية معارضة للنظام السياسي السوري، منهم حاكم الفايز، وشفيق جميعان، أما وفاء عبيدات، وشقيقها هاني، فما زالا مفقودين ومجهولاً مصيرهما’.
ولطالما استهدف النظام السوري المخلوع أفراد عائلات المعتقلين أو المختفين قسرًا، خاصة عندما يسعون للحصول على معلومات أو العدالة. مثل هذه الحالات تم توثيقها مرارًا من قبل منظمات حقوق الإنسان، حيث يُستهدف الأقارب الذين يضغطون من أجل الإفراج عن أحبائهم أو الكشف عن مصيرهم.
ووفاء هي واحدة من عشرات الأردنيين الذين يُعتقد أنهم معتقلون أو مفقودون في السجون السورية. رغم الجهود التي بذلتها منظمات حقوق الإنسان وعائلات المعتقلين، بقيت السلطات السورية تلتزم الصمت حيال مصيرهم، مما زاد من معاناة عائلاتهم التي تترقب أي خبر عنهم.

قد يعجبك ايضا