الحكومة المؤقتة تعتقد أول اجتماعاتها.. ما الذي يقلق السوريين في الوقت الحالي؟
الصافي – عمان
عقدت الحكومة السورية المؤقتة برئاسة محمد البشير، أولى اجتماعاتها في العاصمة دمشق اليوم الثلاثاء، بحضور رئيس الوزراء السابق محمد الجلالي، وسط حالة من المشاعر المختلطة التي يعيشها السوريون بين الابتهاج بسقوط نظام الاسد والأسئلة المقلقة التي تتعلق بحاضرهم ومستقبلهم.
وتفصيلا، أكد البشير من مبنى رئاسة الوزراء، تكليفه رسميا برئاسة الحكومة، لافتا إلى أن اجتماع اليوم ركز على نقل الصلاحيات التنفيذية.
كما أضاف أن الحكومة المؤقتة ستشرف على قضايا الإدارة العامة خلال الفترة الانتقالية التي قد تنتهي في الأول من مارس 2025.
وكان قائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المعرف بالجولاني، التقى البشير قبل يومين عقب أنباء عن تكليفه.
وكانت قيادة الفصائل السورية المعارضة التي أطاحت بالرئيس بشار الأسد بدأت البحث في “انتقال السلطة” أمس الاثنين غداة طي صفحة حكمه الذي امتد قرابة ربع قرن، فيما أعلنت الفصائل أن قائد “هيئة تحرير الشام” (الجولاني) بحث مع رئيس الحكومة السورية محمّد الجلالي “تنسيق انتقال السلطة”.
وفي مؤشر على بدء رسم المرحلة المقبلة، أعلن مجلس الشعب تأييده إرادة الشعب لبناء “سوريا الجديدة”، بينما قال الأمين العام لحزب البعث إبراهيم الحديد “سنبقى داعمين لمرحلة انتقالية في سوريا هادفة للدفاع عن وحدة البلاد أرضا وشعبا ومؤسسات ومقدرات”.
في الأثناء، ما تزال ساحة الأمويين في العاصمة دمشق، تشهد تواجد الالاف من المواطنين القادمين من مختلف المدن السورية للتعبير عن فرحتهم بسقوط النظام المخلوع، ودهشتها من التغيرات السريعة التي حصلت منذ 8 كانون الثاني الحالي وحتى اليوم. غير أن هذا الابتهاج لم يخفِ مظاهر القلق والخوف من المستقبل.
ووفقاً لمواطنين سوريين التقتهم فضائيات عربية وأجنبية فإن العديد من الأسئلة الكبرى تطرح بقوة في أذهان السوريين، وعلى رأسها الأمن، ومستقبل الجيش السوري والأجهزة الامنية ومؤسسات الدولة السورية. كما يطرحون أسئلة تتعلق بوحدة السوريين ووحدة الوطن السوري، وضمانات تحاشي الصدام بين مكونات الشعب السوري، ومدى قدرة الحكومة الجديدة على إطلاق عملية سياسية يتوافق عليها السوريون، إضافة إلى حالة الغموض التي تكتنف مصير عشرات الآلاف من المعتقلين لدى النظام السابق، بعدما عثر فقط على عدة آلاف منهم، ما يثير المخاوف القديمة المتجددة من أن النظام السابق تخلص منهم ودفنهم في مقابر جماعية. فضلاً عن الاعتداءات الاسرائيلية غير المسبوقة على سوريا.
يشار إلى أن أول قرار يتوقع أن تأخذه الحكومة السورية المؤقتة، هو “حل الاجهزة الامنية وإلغاء قانون الارهاب وترتيب شؤون الجيش”، وفقاً لتقارير صحفية، لكن لم تتضح بعد معالم تلك القرارات.
