غموض يلف اختفاء ماهر الأسد: رجل الظل المتوحش في عاصفة المصير
الصافي – رصد
مع سقوط النظام السوري في دمشق، تزايدت التكهنات حول مصير العديد من شخصيات النظام البارزة، وعلى رأسهم ماهر الأسد، شقيق الرئيس السابق بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة. رجل الظل هذا، الذي ارتبط اسمه بالوحشية والقمع، يلفه الآن غموض جديد بعد أنباء عن مغادرته سوريا إلى وجهات غير معلنة.
أنباء عن مكان وجوده
وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن هناك معلومات تشير إلى أن ماهر الأسد قد نُقل إلى العراق عبر طائرة مروحية، ومن ثم إلى روسيا. مدير المرصد، رامي عبد الرحمن، أكد السبت أن الرجل الذي كان يشكل درع الحماية للنظام السوري قد يكون الآن في موسكو.
ماهر الأسد، الذي ظل لعقود الرجل القوي في النظام، ليس فقط قائدًا عسكريًا بل رمزًا للسلطوية داخل عائلة الأسد، أدرج اسمه على لوائح العقوبات الأميركية والأوروبية والبريطانية. ومع سقوط النظام السوري، لا يزال مكانه مجهولاً، ما يعزز هالة السرية التي تحيط به.
صراع الأخوين
في قلب علاقة الشقيقين بشار وماهر يكمن صراع طويل امتد لسنوات. على الرغم من كونه مرشحًا لخلافة والدهما حافظ الأسد، إلا أن طباعه الحادة دفعت الأخير إلى اختيار بشار، طبيب العيون، لرئاسة البلاد. هذا التوازن أدى إلى تقسيم المهام بينهما: السياسة لبشار والجهاز الأمني بقبضة ماهر، الذي أصبح الرجل الأول في قيادة العمليات الأمنية والعسكرية.
وحشية وسمعة دموية
عرف ماهر الأسد بسمعته السيئة داخل وخارج سوريا. سجل وحشيته بدأ بقمع الانتفاضة الكردية منذ أكثر من 20 عامًا، وبلغ ذروته أثناء قيادته للفرقة الرابعة. هذه الوحدة العسكرية اشتهرت بدورها العنيف في قمع الاحتجاجات منذ بدايتها.
تجاوزت سلطويته حدود المؤسسة العسكرية، حيث تشير تقارير غربية إلى أنه أطلق النار على نائب الرئيس فاروق الشرع وصفع مستشارة الرئاسة بثينة شعبان. قوته ونفوذه عكسا صلابة ارتباطاته العشائرية والعائلية، مما جعله أحد أبرز الشخصيات في النظام.
النفوذ الاقتصادي والتكهنات حول مكانه
لم يكن ماهر مجرد قائد عسكري؛ بل كان أيضًا متورطًا في نشاطات اقتصادية مشبوهة، شملت السيطرة على المنافذ الحدودية ونهب الآثار وتجارة الكبتاغون. هذا النفوذ جعله شخصية محورية في النظام، على الرغم من تاريخه الدموي.
آخر ظهور لماهر الأسد يعود إلى بداية الثورة السورية عندما أطلق النار على متظاهرين. أما الآن، فالتكهنات حول مكانه تتراوح بين روسيا ولبنان، أو ربما مكان سري داخل سوريا، حيث يُقال إنه رفض مغادرة البلاد.
رجل الظل وحكاية المصير المجهول
يبقى مصير ماهر الأسد جزءًا من فصول غامضة في تاريخ سوريا الحديث. رجل الظل الذي ارتبط اسمه بالمجازر والقمع، يجد نفسه الآن خارج دائرة الضوء، بينما تواصل الأنباء المتضاربة رسم صورة لمصير مجهول. المفارقة الكبرى أن النظام الذي دافع عنه بالدم انهار يوم عيد ميلاده، تاركًا وراءه تساؤلات أكثر من الإجابات.