من نحن
من نحن
منذ أن انفجرت ثورة وسائل التواصل الاجتماعي، والصحافة عموماً تعاني من ضياع البوصلة. فأصحاب المهنة التي نضجت عبر مئات السنين حتى أصبح لها تقاليدها العريقة وقواعدها الصارمة في انتاج المحتوى بكل أنواعه ونشره ووضعه أمام الجمهور العريض، وجدوا أنفسهم في سنوات قليلة، أمام طوفان وسائل التواصل الاجتماعي التي امتلكت أدوات غير مسبوقة للتواصل مع القراء بكل شرائحهم وبسرعة البرق، لكنها حملت في الوقت نفسه فوضى معلوماتية وقيمية وأخلاقية، وتمكنت من التأثير على المجتمعات بشكل خطير، عبر تقديم خلطة مرتبكة من أنصاف الحقائق والشائعات والتضليل المتعمد والكذب والتشويه والضحالة والهشاشة الثقافية والفكرية. صحيح أن ثمة من استثمر في برامج التواصل تلك بطريقة مدهشة وقدم محتوى غنياً وذا قيمة، إلا أن السمة الغالبة كانت خلاف ذلك.
“الصافي” موقع الكتروني، جاء من قلب هذه التغيرات البنيوية العميقة في العمل الصحفي، لا ليكون جزءا من الفوضى، بل ليعيد، بالتشارك مع المؤمنين بأهمية الصحافة، قلماً كانت أو “ميكرفون” أو شاشة، كحرفة وصناعة لها تقاليدها العريقة، إلى المهنة حضورها الطبيعي. نستثمر في التكنولوجيا الحديثة بأقصى ما يمكن، لكننا لن نتخلى عن معايير التدقيق والتمحيص واخضاع حلقات الانتاج جميعها لأدوات الفلترة الصارمة لضمان مصداقية ما ننشره ونبثه. سيكون “الصافي” مشاركاً رئيسياً في معركة مواجهة طوفان الكذب والتضليل والتشويه والتصيد والتحريف والتكسب على حساب الحق والحقيقة دون اعتبار للمسؤولية الأخلاقية أمام القراء.
ودلالة اسم الصافي واضحة في المعنى والمبنى، إذ لا بديل عن التمسك بمصداقية المحتوى، فلا خبر يكتمل ويستقيم ويكتسب شرعية النشر من دون التوافر على شروط الصدقية والمهنية، وأولها الإجابة عن أسئلة الاستفهام الخمسة المعروفة اختصاراً باللغة الانجليزية: (Who, What, When, Where, Why ) ، أي: من، ماذا، أين، متى ولماذا؟ وثانيها الاستناد إلى مصادر موثوقة، لا إلى من يهرف بما لا يعرف أو مصادر شبحية لا وجود لها.
وسنضيف إلى أسئلة الاستفهام الخمسة سؤال سادس هو “كيف” لنفسح آفاق رحبة أمام التعمق في التحليل عبر الاهتمام بالصحافة التفسيرية التوضيحية لتقديم وجبة معلوماتية وتحيليلة متكاملة للقارئ، ونقل الصورة بكل أبعادها وقراءة ما بين سطور الأخبار والقرارات والقوانين والأحداث المحلية والعالمية وفي ما وراءها. سنطرح وابلاً من الأسئلة، بحجم رداءة الحال، في محاولة للكشف عن الأسباب التي جعلتنا في ذيل الأمم والشعوب، من خلال طرق أبواب ذوي الاختصاص والعلم والمعرفة.
سنطرح بعمق وجرأة ودون تردد أسئلتنا الخاصة بالأردن، في كل شأن سياسي واقتصادي وثقافي ومجتمعي، حتى لو قضّت أسئلتنا مواجع البعض أو استفزتهم أو لم تعجبهم، فمن حقنا وحق القراء أن يحصلوا على إجابات شافية وافية لكل ما يتعلق بحاضرهم وحاضر بلادهم ومستقبلهم ومستقبلها.
“نأتيك بالخبر الصافي” هو شعارنا في “الصافي نيوز” فالحقيقة ضالتنا وفي سبيلها سنذهب إلى أقصى درجات الجرأة وفق ما يسمح به الدستور والقوانين الناظمة، وسنكون في طليعة المطالبين بتعزيز الحريات الصحفية كجزء من الحريات الأوسع والأشمل، والتي من دونها سنبقى ندور في حلقات مفرغة ومفزعة.