“حقّ الملح”.. عادة تونسية تكرّم الزوجة في صباح العيد.. ماذا يقابلها في الأردن
في صباح أول أيام عيد الفطر، وبينما تستعد الأسر التونسية للاحتفال، تُحيي العديد من العائلات عادة قديمة تُعرف بـ”حقّ الملح”، وهي تقليد اجتماعي يحمل دلالات عميقة في الامتنان والتقدير للمرأة على جهودها خلال شهر رمضان.
وتقوم الزوجة، بعد أيام طويلة من الصيام والطبخ والعناية بالأسرة، بتقديم القهوة أو طبق حلوى العيد لزوجها وهي في أبهى حلّتها، مرتدية أزياء تقليدية مثل “السفساري” أو “الملحفة”، بابتسامة تعبّر عن الفرح واحتفال العيد.
في المقابل، يبادر الزوج بوضع مبلغ مالي رمزي – أو هدية ثمينة أحيانًا – في فنجان القهوة أو في يد زوجته، وهو ما يُعرف بـ”حقّ الملح”، كتعبير عن شكره واعترافه بجميلها وصبرها وتعبها طوال الشهر الفضيل.
ويحمل هذا التقليد بعدًا رمزيًا يعكس التقدير العائلي لدور المرأة، ويُجسد المودة والرحمة بين الزوجين، وقد اعتبره البعض “فأل خير” للبركة والرزق في العيد.
ورغم تراجع ممارسة هذه العادة في بعض المناطق، فإن العديد من العائلات التونسية تحرص على إحيائها، باعتبارها جزءًا من التراث الاجتماعي الجميل الذي يُعزز من روابط المحبة داخل البيت التونسي.
ولا توجد عادة اسمها “حق الملح” أو طقس مشابه منظم ومعروف بنفس الشكل في الثقافة الأردنية. لكن بالمقابل، هناك مظاهر تقدير وامتنان للمرأة – خاصة الزوجة أو الأم – تظهر في العيد ومناسبات أخرى، لكن بشكل أقل طقسية أو رمزية. إذ يحص بعض الأزواج على تقديم هدية لزوجاتهم في العيد، سواء كانت نقودًا، عطرًا، قطعة مجوهرات، أو حتى ملابس جديدة. هذه اللفتات تُعتبر شكلًا من أشكال التقدير، لكنها ليست مرتبطة بعادة مجتمعية ثابتة.
كما أن المجتمع الأردني يولي أهمية كبيرة لعيدية المرأة، فكثير من الأزواج والأقارب يقدمون “عيدية” رمزية للزوجة أو الأم، خاصة في العائلات الممتدة.
الصافي الاخباري